عينان خاصمتا بعضهما، ورأس كبير فقد معظم شعره، فغطاه منديل اسود بدلا منه، شفتان غليظتان بعض الشئ لا تفارقهما السيجارة، وجسد أنهكت ظهره صلابة الارض، وأفقده الحرمان انوثته حتى بات أشبه بالرجل، تماماً كصاحبته.
اسمها ناني، هكذا يناديها الجميع في مكان عملها، لكن لا احد يعلم اسمها الحقيقي، لا سيما وان ناني/ الاسم لا يتسق أبدا مع ناني/ الشخص، ورغم ذلك اصبح ناني اسما مميزا، وهي الشهيرة به، الاكثر احترافا في المكان، تقبل عليها كل الزبائن، حتى وان صدمهن شكلها وطريقتها في الوهلة الاولى.
"النتف" هو عملها، والمكان: حمام شعبي بالمدينة القديمة.
المرة الاولى التي تعرفت فيها على مهنتها كانت في الخامسة عشر، عندما اصطحبتها أمها الي منزل احدى زبوناتها، وكشفت أمامها المنطقة الحساسة التى ستعمل بها. كان المنظر صادما للفتاة، التى لم تكن قد شاهدت فرجا غير فرجها من قبل، أشاحت بوجهها بعيدا، لكن الام قرصتها بعنف لتعيد وجهها نحو السيدة الممددة أمامهما، مباعدة بين فخذيها.
أذهل الفتاة ذلك الصوت الصادر عن المرأة، كلما وضعت الام خليط السكر والليمون على شعرها برفق، ثم نزعته بسرعة، كانت السيدة تصدر أصواتا مختلفة، تعبر تارة عن الألم، وتارة عن اللذة. أذهلها أيضاً امتزاج الألم بالمتعة.
مساء هذا اليوم تحسست الفتاة فرجها اسفل الملابس، أمسكت بالشعيرات القصيرة التي ظهرت عندها، جذبتها بقوة، لكنها لم تشعر سوى بالألم.
عدة مرات اصطحبتها فيها الام الى منازل الزبائن، كانت كافية لتتعلم الفتاة الصنعة. الامر لا يحتاج منها سوى "طبخة مظبوطة"، بضع نقاط من الليمون على معيار من السكر والماء، ونار هادئة تجعل المزيج متماسكا لينا، ثم أصابع قوية تمرنت على تطويعه، تبدأ في الجذب والشد، مرات متتالية، طقطقة خفيفة تحدثها سخونة القطعة، تحبها ناني، لأنهم يقولون ان "طقطقة الحلاوة" تعني ان الحب قريب، هكذا كانت تسمع أمها تقول للزبونات، خصوصا الوحيدات منهن.
صادفت ناني الكثيرات اثناء عملها، الخجولة، التى توافق بصعوبة على كشف سوءتها أمامها، لكن الحاجة ترغمها، والجريئة التى لا تتردد لحظة، بل تساعدها احيانا مستخدمة أصابعها في شد الجلد تجنبا للوجع، وتلك التى تصر على مسح عانتها بالمخدر قبل النتف، وأخرى تفقد وعيها من شدة الصراخ والألم، المختنة التى فقدت موضع الإثارة وبدا فرجها منقوصا، وغيرها التى لا تحتمل لمسة عادية، او جذبة بفعل عجين "الحلاوة"، وعلى كل أطلقت ناني اسما.
افقدها النتف امورا مهمة، على رأسها الزواج، فالمهنة تحمل في سمعتها قصص عن فقدان العذرية، والدعارة المقنعة، وحدها ناني ورفيقات العمل يدركن ان الفتاة التى تخرج من بيت لتدخل آخر تحمل في يدها كيس بلاستيكي بداخله صينية ألومنيوم، وأكياس السكر والليمون، لا تملك سوى شرف ذابل بحكم الحرمان وسوء السمعة، وأصابع متورمة من كثرة النتف.
لكن المهنة منحتها الخبرة، فهى تسمع أدق الأسرار من زبوناتها، التي اشتهرت لديهن بيدها الخفيفة، وبات الطلب عليها زائدا، أسرار الغرف المغلقة كانت ترويها بعضهن من باب الفضفضة، لكن أخريات كن يروينها لأهداف اخرى، تعلمها ناني جيدا، وتشعر بها منذ الآهه الأولي التى تطلقها الزبونة. ذات مرة تحرشت بها إحداهن، لكنها توقفت عندما قالت ناني بكل ثبات "ما تتلمي يا مرة خلينا نخلص".
مر الموقف سريعا بالنتافة، لكنه ظل عالقا في نفسها، هو في الاصل ما دفعها الى المظهر الرجولي الذي اعتنقته بعد ذلك، غير ان اليأس من الزواج كان سببا خفيا.
بدأت ناني التدخين في سن مبكرة، بعد ان تركتها الام ورحلت، تاركة لها إرثا من السمعة الطيبة لدي الزبونات، والسيئة عند أزواجهن.
تردد اسمها عدة مرات في الحمام الشعبي، وأثر ذلك على دخل العاملات بالنتف في الحمام، الى ان قررت ام نعمة صاحبته ضم ناني الي فريق العمل براتب لم يكن افضل ما تمنته، لكنها وافقت بسرعة لانه على الاقل كان سيرحمها من تحرشات لفظية واحيانا جسدية كلما تنقلت من منزل لآخر.
في الحمام صارت ناني "الكومانده"، رئيسة النتافات، توزع عليهن الزبونات، وتقيم آدائهن، وقبلت الفتيات برحابة صدر زعامة ناني، لان التجربة أثبتت انها اكثرهن تمكنا وجدية. ولزوم الرئاسة، ربطت ناني رأسها بعصابة سوداء، أضفت مظهرا رجوليا زائدا عليها، واصبحت السيجارة احدي مكونات شخصيتها.
لم تكن ناني جميلة، بل كانت بعيدة عن الجمال كبعدها عن العريس، لكن التدخين المفرط، والجلوس المستديم امام الباجور الصغير، لزوم تسخين الحلاوة، اضافا سوادا على بشرتها، اما الافتراش الطويل للأرض فقد غير من شكل ظهرها وبنيتها العامة، لدرجة جعلت شكلها وهيئتها مخيفة الى حد ما.
اما داخلها فكانت تلك الأنثي المختفية لا تزال حية، تشعر احيانا برغبتها في لقاء رجل، في لمسة، وربما قبلة، راودها حلم لعدة ايام وصلت معه لنشوة مُرضية، في ايام اخري كانت آلام الاحتقان اقوي من استمتاعها بالحلم، فلعنت الزمن والظروف، واستكملت نشوتها بيدها.
في الغرفة الخشبية المبنية بالمجهودات الذاتية بطرف الحمام، تصر ناني على غلق الباب، رغم ان الموجودات بالحمام كلهن من النساء، لكنها تدرك جيدا معنى الستر.
اليوم كان عيد ميلادها، قبل النزول الي العمل، وقفت دقيقة امام المرآة، فكت عصابتها السوداء، هالها منظر رأسها الخالي تقريبا من الشعر، الا بضع شعرات طالهن الشيب، اقتربت اكثر من المرآة، هالة كبيرة حول العينين، وأسنان صفراء تميل الي السواد، شوهت شكل الابتسامة التى لم تظهر على وجهها منذ سنوات. اليوم كان عيد ميلادها السابع والأربعين.
اول الزبائن عروسة، تتجهز لليلة الحنة، بيضاء ناصعة، يخلو جسدها تقريبا من الشعر، لكن طقوس وتقاليد وضعتها بين يدي ناني، التى أصرت على غير عادتها، ان تخلع الفتاة كل ملابسها، وتقف أمامها عارية تماماً كما ولدت.
"ناني متغيرة النهاردة، شكلها مش طبيعي"، لاحظت إحداهن، وقالتها بصوت خفيض لصديقتها تجنبا لغضب الكومانده، "النهاردة عيد ميلادها لكن شكلها مكتئبة". فكرت زميلاتها ان تحتفلن بها "على الضيق"، لكن الوجوم الذي تصدر وجهها والعصبية التى تحدثت بها في الصباح، ألغت الاحتفال.
لم تنزعج العروس من طلب ناني بالتعري، فقد كانت المرة الأولي التى تجلس فيها امام نتافة، في المقابل كان رد فعل ناني من شكل الفتاة العارية غريبا، شعور ما تحرك داخلها، لم تفهمه، هناك ما ينتفض واقفا معلنا عن نفسه.
صدر الفتاة بكرٌ، منتصب ووردي، تحسسته ناني كأنها تبحث فيه عن الشعر، لكنها لم تكن؛ تحسسته برجولة، بشهوة، لم تلاحظها الفتاة في البداية، لكنها أبدت اندهاشا، وقالت بخجل "ركزي على المناطق اللازم تنظيفها من فضلك". لم ترد ناني ولم يبد انها سمعت الكلام اصلا.
عند الخصر، وحول السرة، اقتربت ناني، وضعت خدها الأيمن على جلد الفتاة، قالت انها تشعر هكذا بأماكن الشعر الاشقر غير الظاهر؛ كان الملمس مفرط النعومة، بينما كانت سخونة مفاجئة تجتاح اسفلها، برفق أمسكت القطعة التى تعمل بها، وضعتها على السرة وضغطت، فازدادت اثارتها.
حول العانة دارت، كأنها تتجنب الوصول اليها، كانت تلمس عورة الفتاة بإحساس، طلبت منها أن تنام أمامها، "افتحي رجلك على الآخر"، واستجابت العروس دون تردد؛ بدأت ناني تتحدث معها بصوت هامس، عن ليلة الدخلة، وما على العريس ان يفعله مع تلك المنطقة، أغمضت الفتاة عيناها، خجلا وتخيلا، وانفردت ناني بفرج العروس، داعبته، وتحرشت بأعماقه، ونتفت شعراته، وصرخات الفتاة من الألم والمتعة كانت تناسبهما معا؛ هي تزداد إثارة، والعروس تختبر استجابتها؛ اما الزميلات في الخارج كن مشغولات بعرائس ونساء أخريات.
دقيقتان حتى فاضت المياه على فخذ ناني والفتاة، وراحت كلاهما في اغماءة سريعة، اعقبها نظرة ندم وحزن من الفتاة التى استمتعت بالنتافة قبل العريس، بينما لمعت عينا ناني التى شعرت بأنها ولدت أنثي في عامها السابع والأربعين.